lundi 9 février 2015

حكومة الحبيب الصيد واوكد الملفات المطروحة بقلم محمود الحرشاني

مقال رئيس التحرير



----------------------








حكومة الحبيب الصيد واوكد الملفات المطروحة



بقلم





محمود الحرشاني














hormahmoud@gmail.com









بعد نسخة اولى وئدت في اقل من اربع وعشرين ساعة ولدت حكومة الحبيب الصيد وهي اول حكومة تونسية لما بصطلح عليه اليوم بالجمهورية الثانية في تونس بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية التي شهدتها تونس في الاشهر الاخيرة من سنة 2014. ووصول الباجي قائد السبسي كاول رئيس منتخب من الشعب بعد الثورة الى فصر قرطاج . بعد ا فوزه في الانتخابات الرئاسية التي تنافس فيها في دورها الثاني مع المنصف المرزوقي الذي شغل خطة رئيس مؤقت لتونس بعد انتخابات اكتوبر2011 ولم بحافه النجاح في الانتخابات الرئاسية الاخيرة وفاز في هذه الانتخابات الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس الحزب القوي في تونس اليوم رغم قصر عمره. وكان حزب نداء تونس قد حقق نجاحا في الانتخابات التشريعية لانتخاب اعضاء مجلس الشعب حيث حصل على 86 مقعدا محققا بذلك المرتبة الاولى ومتقدما على حزب حركة النهضة الذي اكتفى ب 66 مقعد فقط..وبدلك اكتسب حزب نداء تونس احقية تشكيل او تكوين الحكومة.. ولكن حزب نداء تونس خير ان يراس الحكومة شخصية مستقلة ليست من اعضائهاو منتسبية وتم تكليف الحبيب الصيد الذي تقلد حقيبة الداخلية في حكومة الباجي قائد السبسي المؤقته بنشكبل الحكومة الجديدة. وكان مطروحا امام الحبيب الصيد مراعاة التوازن السياسي والجهوي في تكوين الحكومة وبعد مشاورات دامت اسبوعين اعلن الحبيب الصيد عن حكومته وكانت المفاجاة الاولى ان هذه الحكومة لا تضم وزراء من حزب حركة النهضة الحزب الثاني في البلاد كما انها حكومة يغلب عليها عدد الشخصيات المستقلة ولا وجود لاقرب حزب يعد حليفا لحزب نداء تونس وهو حزب افاق تونس ولوحظ ان هذه الحكومة تضم حزبين فقط هما نداء تونس والاتحاد الوطني الحر.. وما ان تم الاعلان عن هذه الحكومة حتى جوبهت بالرفض وقررت حركة النهضة عدم تزكيتها في البرلمان وكدلك حزب افاق تونس كما اعلنت شخصيات من داخل النداء نفسه عن رفضها لهذه الحكومة والاعلان عن عدم تزكيتها في البرلمان علاوة على موقف احزاب اليسار جميعها المنضوية تحت الجبهة الشعبية والقاضي بعدم تزكية هذه الحكومة لانها لا تستجيب للانتظارات وليس بمقدورها تحقيق الطلبات المتاكدة للشعب التونسي كما انبنى موقف الجبهة الشعبية على عدم تزكية اي حكزومة تكون حركة النهضة طرفا فيها..وكل هذا جعل النسخة الاولى لحكومة الحبيب الصيد تلد مييتة حتى قبل ان تمر الى البرلمان لنيل الثقة.و وهو ما اضطر رئيس الحكومة المكلف الى الدخول في مفاوضات جديدة مع الاحزاب لادخال تحويرات على تركيبة حكومته يراعي فيها التوازنات السياسية وحجم الاحزاب الممثلة في البرلمان.. وبعد مشاورات عديدة تم الاعلان عن الحكومة في نسختها المعدلةوهي غير النسخة الاولى وان حافظ فيها الصيد على اهم الاسماء التي تضمنتها النسخة الاولى ولكن النسخة الثانية جاءات اكثر توسعا من حيث تمثيل العائلات السياسية حيث استاثر فيها حزب نداء تونس بثمانية حقائي وزارية وعدد من كتاب الدولة ودخلت حركة النهضة بحقيبة وزارية وثلاث كتابات دولة ودخل حزب افاق تونس بثلاث حقائي وزاريةواسندت الى رئيس الحزب حقيبة التعاون الدولي والاستثمار الخارجي وحافظ الاتحاد الوطني الحر على وجوده في الحكومة بوزارتين وكتابة دولة . الى جانب عدد من المستقلين في وزارات السيادة الداخلية والدفاع والوزارات الفنية او التنوية مثل الفلاحة التي اسندت الى مهندس خبر العمل التنموي في الجهات من خلال تقلده لمهمة مندوب جهوي للفلاحة في عديد الولايات مثل سيدي بوزيد وقبلي. ولاول مرة في الحكومات التونسية منذ الاستقلال تضم حكومة الحبيب الصيد تسع نساء منهن ثلاث نساء وزيرات في الثقافة والسياحة والمرأة وستة كاتبات دولة منهن واحدة كلفت بملف الشهداء والجرحى وهي شقيقة الشهيد سقراط الشارني الانسة ماجدولين الشارني. ويرى عدد من الاملاحظين والمحللين على غرار الصحفي الكبير عبد اللطيف الفراتي ان هذه الحكومة غير متجانسة وهي ليست حكومة يحتل فيها حزب ما اغلبية رغم ان الحكومة حظيت بثقة البرلمان ب 166 صوتا وعارضها ثلاثون وتحفظ عليها 5 نواب و اللافت للنظر ان من بين الخمسة المتحفظين اثنان من نواب حزب نداء تونس الحزب الاغلبي الدي تنسب له الحكومة. وامام الحكومة الجديدة عديد الملفات المتاكدة ومنها الملف الامني بالخصوص وملف الارهاب ومحاصرتهوكذلك الملف الاقتصادي بكل تشعباته امام غلاء الاسعار وعجز المواطن التونسي عن مجابهو هذا الغلاء الفاحش الذي يضرب بقوة وكذلك ملف التشغيل وخصوصا تشغيل حاملي الشهادات العليا ومراكز التكوين المهني ودعم التنمية في الجهات الداخلية التي تعاني التهميش من سنوات


فهل تنجح حكومة الحبيب الصيد في رفع هذه التحديات وتحقيق انتظارات المواطن التونسي الذي غدت ظروفه المعيشية صعبة للغاية


--------------------------


* كاتب ومحلل سياسي من تونس


مدير جريدة وراديو قمر تونس

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire